سمكـــــة بذكـــاء شبيــه بالإنســــان

يشير إكتشاف هذا النمط الراقي من التعلم الاجتماعي الذي يُسمى إستراتيجية تسلق التل إلى أن مثل هذه الحيل المعرفية قد تكون أكثر شيوعا بين حيوانات غير بشرية مما كان يُعتقد في السابق.
كما تبين الدراسة أن الأدمغة الكبيرة مثل دماغ الإنسان قد لا تكون الطريقة الوحيدة لإنتاج ثقافة تراكمية لدى نوع من الأنواع.
تنقل صحيفة "الغارديان" عن جيريمي كندال من قسم الإنثروبولوجي في جامعة درام "أن الأسماك الصغيرة قد تكون صاحبة أدمغة صغيرة ولكن تبقى لديها قدرات معرفية مذهلة".
يوضح كندال أن إستراتيجيات "تسلق التل" تلاحظ على نطاق واسع في المجتمع البشري حيث ترتبط الإنجازات التكنولوجية باختيار أفضل التقنيات من خلال التعلم الإجتماعي ثم تحسينها منتجةً ثقافة تراكمية. ولكن نتائج الدراسة التي أجراها العلماء البريطانيون تشير إلى أن حجم الدماغ ليس كل شيء حين يتعلق الأمر بالقدرة على التعلم الإجتماعي.
كيفن لالاند عالم من جامعة سانت أندروز الأسكتلندية ساهم في الدراسة وهو يقول أن سمكة أبو شوكة ذات النخاعات التسعة قد تكون بمثابة أنشتاين في عالم الأسماك وأن ما يثير الدهشة "أن شكلا من أشكال التعلم الإجتماعي نجد أنه الأمثل لدى البشر يكون الشكل ذاته الذي تمارسه سمكة أبو شوكة".
في التجربة التي نُشرت تفاصيلها في مجلة Behavioral Ecology يوم الإربعاء الماضي إصطاد العلماء 270 سمكة أبو شوكة من مقاطعة ليسترشاير في وسط أنجلترا ثم وضعوها في خزان بداخله مصدران للتغذية ، أحدهما يُزود بكمية من الغذاء أكبر مما يرفد به المصدر الثاني ، سماه العلماء "المصدر الغني". ثم سُمح للأسماك التي تعلمت أن تفضِّل المصدر الغني أن تراقب نظيراتها تتغذى في تجربة منفصلة ولكن جرى هذه المرة تبديل المصدرين. وبعد فترة من الوقت سُمح للأسماك التي كانت تراقب بأن تختار هي هذه المرة مصدر الغذاء فتمكن 75 في المئة منها أن تعرف من مراقبة الأسماك الأخرى أن مصدري الغذاء قد جرى تبديل أحدهما بالآخر.
إن حيوانات كثيرة تتعلم من نظيراتها الأكثر خبرة وتمرسا لإكتساب مهارات مثل القنص أو الغزو أو الإفلات من الأعداء. ولكن محاكاة الآخرين ليس دائما وصفة للنجاح وكثيرا ما يكون من الأسلم أن تبدي الحيوانات إنتقائية في إختيار من تحاكيه ، كما يقول العالم كندال.
ترجمة عبد الإله مجيد
إيلاف - قسم الترجمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق