الاثنين

في النّســــــــــاء



ليلى بالحاج عمر

هناك حداثيّات حداثيات.. يفهمن الحداثة حرّية الإنسان لا استلابه.. غير مسكونات بفوبيا الإسلام ويرتوين بجماليّة الاختلاف ويمتلئن بالمعنى ويفحن بعطر الرقيّ.. هنّ رائعات...
وهناك إسلاميّات إسلاميّات.. يفهن الإسلام حريّة الإنسان لا استلابه.. غير مسكونات بفوبيا الحداثة وتفتنك ابتسامتهنّ على طريقة "محرزيّة" وتأخذك قدرتهنّ على العطاء وتفتّحهنّ على كلّ الرّؤى والمعاني.. هنّ بهيّات

وهناك يساريات يساريّات.. اليسار عندهنّ الإنسانيّة وطوبى البشر.. براعم زنبق.. يتمرّدن على كلّ شيء حتّى على كرّاسات الإيديولوجيا المهترئة ويعدن بغد واعد.. هنّ جميلات.

وهناك مستقلّات مستقلّات.. زهرات لوتس.. ربّات وحي وفارسات كتابة يركبن صهوتها ويحملن على ظهورهنّ جعاب النّبال ويقتلن بسهام المقال.. هنّ مدهشات.

هنّ معا.. جميعا.. باقة ورد ومعنى.. الوطن بهنّ حديقة عطر

وهناك أيضا .. هناك.

حداثيّات وإسلاميّات ويساريّات ومستقلّات متطرّفات متعصّبات منغلقات مأزومات إلى حدّ الهستيريا حاقدات إلى حدّ المرض....
قد يشعلن حريقا لو أردن.. وقد يئدن ثورة

المشكل ليس في الانتماء.. المشكل في النّساء.. كما في الرّجال.. في الرّوح التي تشوّهت والوعي الذّي زيّف والجسد الذّي استلب والفكر الذّي تعطّب والكراهية التي سكنت الرّوح..

وهناك نساء أخريات..
هؤلاء البسيطات الضّعيفات الفقيرات المنسيّات "ورد في المعركة" يصنعن بعرقهنّ خبزهنّ الشهيّ ويخضن المعركة بعيدا عن الإيديولوجيا ولا انتماء لهنّ إلّا إلى العرق والغبار.. هنّ الأجمل.
لمتابعة الموقع بشكل سريع يمكنكم الإشتراك بالصفحة الرئيسية للموقع على فيس بوك عبر الرابط:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق