الثلاثاء

بقلم بحري العرفاوي




أصدقائي الذين نختلف

أعنيكم تحديدا ...أيها الإخوة ...أصدقاء ...كم كانت جلساتُنا دافئة أيام صقيع القلق والخوف ...كم انتصرنا لمن ساءه حالُ أو مسّه أذى...كانت خُلواتٍ للصفاء والبوح والرجاء....نصيبنا من "الربيع" أننا انفجرنا في كل اتجاه. وأننا اختلفنا في قراءة "المُعجزة".
ـ اختلافُنا لا يُقلل في عيني وفي وعيي من رفعة مكانتكم ومن تسليمي بكونكم أكثر مني نضالية وتضحاتٍ وأوجاعًا...وأكبر أشواقا وأحلامًا.
ـ يؤلمني أن ما أسفر عنه "الربيع" كان قليلا من الينابيع والزهور والسنابل ...ولكن كثيرا من الدماء والأحقاد والكراهية والخوف....وهو ما جعلني أتساءل من البداية إن كان الذي يحصل "مشروع فوضنة"؟
ـ لم أكن مهزوما ولا واهما ولكنني كنتُ متوجسا قلقا...
ـ في المسألة السورية لم أتردد ـ ولم يردْ ما يفنّد ـ في القول بأن ما حصل مؤامرة ضد العرب والمسلمين للإيقاع بينهم وتحت عنوان قديم غير منسجم مع المدنية والحداثة والثورة والاسلام "الصراع المذهبي"...ذكرت دائما بما قاله بوش الابن عشية 11 سبتمبر2001 :"سنجعلهم يقتلون بعضهم".
ـ ما لحق الأمة من مجازر ضد مئات الآلاف من الشباب ومن النساء والرجال وما حدث من تمزق علائقي في الأنسجة المجتمعية والمدنية وما حصل من اختراقات استخباراتية غير مسبوقة يجعلنا نتساءل هل فعلا كانت كل هذه الفظائع والأحزان من أجل "الديمقراطية"؟
ـ كل الدلائل كانت تهدي الملاحظين إلى استنتاج أن العالم يشهد إعادة تقسيم الغنائم وأن الأقوياء هم الفاعلون وأن الضعفاء مفعول بهم وفيهم...وأنه حين تستوي "الطبخة" سيُعطي كبارُ الطباخين الإشارة للنار كي تهدأ.
ـ ها هم كبارُ قادة العالم يتفاوضون بالهاتف ويعطون التعليمات ـ وهُم يُجامعون زعماءَ الأمة باللاسلكي ـ
ـ أيها الأصدقاء الصادقون هل ثمة ما يُبشر ب"نصر" بعد شيوع أنباء عن انسحاب قوات روسية ومقاتلي حزب الله؟ انتصار من على من؟
مع الأسف يتحقق ما أشرت إليه دائما ...القواتُ الروسية تعود إلى قواعدها وستأخذ ما يُرضيها من المكافآت سواءً من إيران على المشاركة أو من السعودية على الانسحاب، مقاتلو الحرس الثوري وحزب الله سيعودون إلى حواضنهم العَقَدية والشعبية مطمئنين إلى كونهم قد دافعوا عن ظهر المقاومة وعن الحوزات الشيعية... وحدهم شبابُ العرب الذين أُرسلوا لمقاتلة الطاغية بشار و"الروافض المجوس" ستُسلمهم المخابرات إلى حُدُود أوطانهم مُنهكين حُفاةً عُراةً حيثُ ستستقبلهم "القواتُ الخاصة" بالرصاص ولن يشاركوا في احتفالات التسوية ولن يُقبّلوا أمهاتِهم وآباءهم وزوجاتِهم ولن يبكي عليهم أحدٌ ولن يجدوا من يتسلم جثامينهم أو يقرأ عليهم كلام الله .وسيُردمون بالجرافات في الزراديب ولن يذكرهم التاريخ.
ـ أيها الخُبراءُ إني أشتم روائح المدغدورين في أناقتكم....أيها الأصدقاء لا تكونوا "شيعة" ولا "سُنةً "ولكن كونوا مُنتبهينَ

لمتابعة الموقع بشكل سريع يمكنكم الإشتراك بالصفحة الرئيسية على فيس بوك بالضغط على الرابط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق