الثلاثاء

سايكس- بيكو جديد به دويلات هزيلة متصارعة مستنزَفة ومتلاشية من دون أفق، لإراحة إسرائيل ويَحفظ أمنها الإستراتيجي




التغيُّرات المنتظَرة في سوريا والعراق بدأت تَدخل حيِّز التنفيذ، بتدَخُّل القوى الإقليمية مباشرةً، وبرعاية دولية. وتتحدّث الأوساط عن معلومات رشَحت من لقاءت أمريكية روسية، مفادُها أنّ صفقةَ إقتسامٍ للمصالح قد جرى إبرامُها بين الطرفين، وأنّ المنطقة مقبلةٌ على سايكس- بيكو جديد يرضى به ذوو الشأن دولياً وإقليمياً
باتت الخريطة السورية موزّعة، تقريباً، كالآتي:
- 50 في المئة من الأراضي تسيطر عليها «داعش» أو ساقطة عسكرياً في يدها، وهي المناطق الداخلية الشمالية والشرقية.
- 20 في المئة تقع تحت سيطرة الفصائل السورية المعارضة والأكراد، في الشمال والجنوب.
- 30 في المئة ما تزال تحت سيطرة النظام، من حدود تركيا عند الساحل وصولاً إلى طرطوس، وامتداداً إلى أجزاء من محافظات حلب وحماه وحمص وأريافها… حتى دمشق.
أمّا في العراق، فالخريطة موزّعة، تقريباً، كالآتي:
- 40 في المئة من مساحة العراق، غرباً ووسطاً، تحت سيطرة «داعش». وهي مناطق ملاصقة لمناطق «داعش» السورية.
- 15 في المئة باتت تتمتّع باستقلالها الذاتي تحت السيطرة الكردية، أي إقليم كردستان.
- 45 في المئة من العراق، وسطاً وجنوباً، ما زال تحت السلطة المركزية التي يتمتّع فيها الشيعة بالوزن الراجح، بدَعم إيراني.
كل هذا جاء على خلفية التحضير لإبرام الاتّفاق بين إيران والدوَل الكبرى. فالاتّفاق سيعالج الملفّ النووي، لكنّه في العمق سيَرسم دور إيران كقوّةٍ إقليمية.
صفقةَ إقتسامٍ للمصالح هذه قد جرى إبرامُها بين الطرفين، وأنّ المنطقة مقبلةٌ على سايكس- بيكو جديد يرضى به ذوو الشأن دولياً وإقليمياً.
وهذا الاتفاق سيَحفظ أمنَ إسرائيل الاستراتيجي، وفيه تَحصل إيران وتركيا على جوائز مرضية… وستُرسَم مناطق نفوذ جديدة ومتداخلة، لدويلات هزيلة متصارعة، تذوب معها الحدود بين سوريا والعراق. 
اللعبة اليوم هي لعبة وقت فقط. فنُضوج الصراع ضمن الخطة «أ» إستغرقَ قرابة 12 عاماً في العراق، ونحو 5 سنوات في سوريا. فكم سيَستغرق نضوج الخطة «ب»؟ وما هي المراحل التالية ؟
أي السعودية والخليج العربي؟؟؟
الخوف الأكبر هو أن يكون المطلوب دوام الصراعات الدموية بين الدويلات المستنزَفة والمتلاشية من دون أفق، لإراحة إسرائيل فقط. وعندئذٍ، سيكون التقسيم على عِلّاته حُلماً من أحلام الخلاص من الحرب العبثية.
للتذكير، بدأ لبنان حربَه الأهلية بين مسيحيّين وفلسطينيين في العام 1975، وهو اليوم، بعد 40 عاماً، ما زال يعيش الحرب. ولكن، لا أحد يعرف: بين مَن ومَن، وإلى متى، ولتحقيق أيّ هدف.

لمتابعة الموقع بشكل سريع يمكنكم الإشتراك بالصفحة الرئيسية للموقع على فيس بوك عبر الرابط: 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق