معلومات، أخبار وأفكار

مخيمات اللاجئين ببنقردان

 الوضعية تنذر بوقوع كارثة إنسانية

عاشت الشوشة من معتمدية بنقردان خلال الأيام القليلة الماضية حالة من الإضرابات والاعتصامات من طرف العمال الذين يقدمون الخدمات لللاجئين بسبب تأخر خلاصهم من طرف الجهة المشغلة لهم والمشرفة على تسيير الأوضاع بالمخيمات
ونعني بها منظمة الهلال الأحمر التي تم تكليفها منذ شهر ماي من طرف المنظمة العالمية للتغذية بأن تتولى الإشراف وأخذ المسؤولية عن منظمة اليونيساف ومنظمة الإغاثة الإسلامية بباريس بعد إنسحابهما وقد تم إبرام إتفاق بين الهلال الأحمر ومنظمة التغذية العالمية التي تتحمل كل المصاريف المطلوبة على أن يتم رصد المبالغ المالية بحساب الهلال الأحمر لكي يتمكن بدوره من القيام بعمله في أحسن الظروف وهي خلاص العملة وإقتناء المواد الغذائية التي يتم تقديمها لللاجئين ولكن وبعد مرور أكثر من نصف شهر وحسب المعلومات التي إستقيناها لم يتم خلاص العمال من طرف الجهة المشغلة كما أن عديد المزودين الذين تم الإتفاق معهم على تزويد المخيمات بالمواد الغذائية والخضر إمتنعوا عن تسليم المواد المطلوبة وذلك بسبب عدم خلاص الفواتير المتخلدة بذمة منظمة الهلال الأحمر وهذا ما أنجر عليه دخول العمال في حالة إضراب وإعتصام مطالبين بتسديد أجورهم التي كانت تصلهم من طرف المشغل السابق كل يوم خميس من كل أسبوع ورغم كل ذلك فان العامل الإنساني لدى العمال تغلب على العامل المادي وقد تجلى هذا باستمرارية العمل اليومي من طرف العمال والذين لم يدخروا جهدا في تمويل لللاجئين من مصادر أخرى أمام عدم توفر المستلزمات الحياتية لللاجئين بالمخيمات مما إستوجب مجددا الوقفة الشعبية المعهودة لأبناء بنقردان الذين عرفوا بهذا وذلك بمعية الجيش الوطني التونسي مما أنقذ الموقف بالمخيمات من الدخول في كارثة إنسانية بسبب عدم إلتزام المنظمات الدولية والوطنية من القيام بواجبها تجاه هذه الأوضاع الإنسانية وهنا المطلوب من الجميع لإسراع باتخاذ التدابير لحل هذه الأزمة حتى لا تتفاقم الأوضاع الإنسانية والاجتماعية بالمخيمات وإننا نؤكد للجميع وحسب ما تم رصده بالمخيمات بأن الأوضاع إن إستمرت على هذا الحال فأنها تنذر بوقوع كارثة إنسانية وأولها صحية بسبب عدم توفر التغذية المطلوبة لللاجئين ولا يمكن لأي واحد التنبؤ بمعرفة نهايتها كيف ستكون.